الأحد، 3 ديسمبر 2017

صياغة وكتابة البحث




صياغة وكتابة البحث

بعد مراحل اختيار الموضوع, جمع الوثائق والمصادر والمراجع, القراءة والتفكير والتأمل في تقسيم البحث ومرحلة جمع وتخزين المعلومات, تأتي المرحلة الأخيرة والنهائية وهي مرحلة صياغة وكتابة البحث في صورته النهائية.
وتتجسد عملية كتابة البحث العلمي في صياغة وتحرير نتائج الدراسة, وذلك وفقا لقواعد وأساليب منهجية علمية ومنطقية دقيقة, وإخراجه وإعلامه بصورة واضحة وجيدة للقارئ, بهدف إقناعه بمضمون البحث العلمي المعد.
فعميلة الكتابة تتضمن أهدافا معينة ومحددة, وتتكون من مجموعة من المقدمات والدعائم يجب على الباحث احترامها والالتزام بها أثناء مرحلة الكتابة, ولبيان ذلك يجب التطرق إلى نقطتين أساسيتين هما:
1 ـ أهداف كتابة البحث العلمي:
أ ـ إعلان وإعلام نتائج البحث: إن الهدف الأساس والجوهري من عملية الكتابة هو إعلام القارئ بطريقة علمية منهجية ودقيقة عن مجهودات وكيفيات إعداد البحث وإنجازه, وإعلان النتائج العلمية التي توصل إليها الباحث.
فكتابة البحث العلمي لا تستهدف التشويق أو المتعة الأدبية أو الجمالية والأخلاقية كما تفعل الروايات والقصص والمسرحيات مثلا, بل تستهدف تحقيق عملية إعلام القارئ بمجهدات البحث وإعلان النتائج.
ب ـ عرض وإعلان أفكار الباحث وآرائه: مدعمة بالأسانيد والحجج المنطقية, وذلك بصورة منهجية ودقيقة وواضحة, لإبراز شخصية الباحث وإبداعه العلمي الجديد في الموضوع محل الدراسة.
ج ـ اكتشاف النظريات والقوانين العلمية: وذلك عن طريق الملاحظة العلمية ووضع الفرضيات العلمية المختلفة, ودراستها وتحليلها وتقييمها, بهدف استخراج نظريات جديدة, أو قوانين علمية حول موضوع الدراسة وإعلانها.
2 ـ مقومات كتابة البحث العلمي:
 من أهم مقومات كتابة البحث العلمي:
أ ـ تحديد واعتماد منهج البحث ( أو مناهج البحث ) وتطبيقه في الدراسة: مقوم جوهري وحيوي في كتابة البحث, حيث يسير الباحث ويتنقل بطريقة علمية منهجية, في ترتيب وتحليل وتركيب وتفسير الأفكار والحقائق, حتى يصل إلى النتائج العلمية لبحثه بطريقة مضمونة.
يؤدي تطبيق المنهج بدقة وصرامة إلى إضفاء الدقة والوضوح والعلمية والموضوعية على عملية الصياغة والتحرير, ويوفر ضمانات السير المتناسق والمنظم لها. 
ب ـ الأسلوب العلمي والمنهجي الجيد:
الأسلوب في البحث العلمي يتضمن العديد من العناصر والخصائص حتى يكون أسلوبا علميا مفيدا ودالا, مثل:
ـ سلامة اللغة, وفنيتها وسلامتها ووضوحها.
ـ الإيجاز والتركيز الدال والمفيد.
ـ عدم التكرار.
ـ القدرة على تنظيم المعلومات والأفكار, وعرضها بطريقة منطقية.
ـ الدقة والوضوح والتحديد والبعد عن الغموض والإطناب والعمومية.
ـ تدعيم الأفكار بأكبر وأقوى الأدلة المناسبة.
ـ التماسك والتسلسل بين أجزاء وفروع وعناصر الموضوع.
ـ قوة وجودة الربط في عملية الانتقال من كلمة إلى أخرى ومن فقرة إلى أخرى.
هذه بعض عناصر وخصائص الأسلوب العلمي الجيد اللازم لصياغة البحوث العلمية وكتابتها.
ج ـ احترام قانون الاقتباس وقانون الإسناد والتوثيق: توجد مجموعة من الضوابط والقواعد المنهجية, يجب على الباحث العلمي احترامها والتقيد بها عند القيام بعملية الاقتباس:
ـ الدقة والفطنة في فهم القواعد والأحكام والفرضيات العلمية وآراء الغير المراد اقتباسها.
ـ عدم التسليم والاعتقاد بأن الأحكام والآراء التي يراد اقتباسها هي حجج ومسلمات مطلقة ونهائية, بل يجب اعتبارها دائما أنها مجرد فرضيات قابلة للتحليل والمناقشة والنقد.
ـ الدقة والجدية والموضوعية في اختيار ما يقتبس منه, وما يقتبس, يجب اختيار العينات الجديرة بالاقتباس في البحوث العلمية.
ـ تجنب الأخطاء والهفوات في عملية النقل والاقتباس.
ـ حسن الانسجام والتوافق بين المقتبس وبين ما يتصل به, وتحاشي التنافر والتعارض وعدم الانسجام بين العينات المقتبسة وسياق الموضوع,
ـ عدم المبالغة والتطويل في الاقتباس, والحد الأقصى المتفق هو ألا يتجاوز الاقتباس الحرفي المباشر على ستة أسطر.
ـ عدم ذوبان شخصية الباحث العلمية بين ثنايا الاقتباسات, بل لابد من تأكيد وجود شخصية الباحث أثناء عملية الاقتباس, عن طريق دقة وحسن الاقتباس, والتقديم والتعليق والنقد والتقييم  للعينات المقتبسة.
 د ـ الأمانة العلمية:
تتجلى الأمانة العلمية لدى الباحث في عدم نسبة أفكار الغير وآرائهم إلى نفسه, وفي الاقتباس الجيد والإسناد لكل رأي أو فكرة أو معلومة إلى صاحبها الأصلي, وبيان مكان وجودها بدقة وعناية في المصادر والمراجع المعتمدة.
وعلى الباحث التقيد بأخلاقيات وقواعد الأمانة العلمية:
ـ الدقة الكاملة والعناية في فهم أفكار الآخرين ونقلها.
ـ الرجوع والاعتماد الدائم على الوثائق الأصلية.
ـ الاحترام الكامل والالتزام التام بقواعد الإسناد والاقتباس وتوثيق الهوامش السالفة الذكر.
ـ الاعتداد بالشخصية واحترام الذات والمكانة العلمية من طرف الباحث.
وكلما تقيد بقواعد الأمانة العلمية, كلما ازدادت شخصيته العلمية قوة وأصالة.
هـ ـ ظهور شخصية الباحث:
ويتجلى ذلك من خلال إبراز آرائه الخاصة وأحكامه الشخصية على الوقائع والأحداث, وعدم الاعتماد الكلي على آراء غيره من الباحثين, ونقلها دون تمحيص أو دراسة, كما تتضح لنا من خلال تعليقاته, وتحليلاته الأصيلة, مما يضفي على عمله نوعا من التميز والخصوصية والأصالة.
و ـ التجديد والابتكار في موضوع البحث:
إن المطلوب دائما من البحوث العلمية أن تنتج وتقدم الجديد, في النتائج والحقائق العلمية, المبينة على أدلة وأسس علمية حقيقية, وذلك في صورة فرضيات ونظريات وقوانين علمية.
وتتحقق عملية التجديد والابتكار في البحث العلمي عن طريق العوامل التالية:
ـ اكتشاف معلومات وحقائق جديدة, متعلقة بموضوع البحث, لم تكن موجودة من قبل, وتحليلها وتركيبها وتفسيرها, وإعلامها في صورة فرضية علمية, أو في صورة نظرية علمية أو قانون علمي.
ـ اكتشاف معلومات وأسباب وحقائق جديدة إضافية عن الموضوع محل الدراسة والبحث, تضاف إلى المعلومات والحقائق القديمة المتعلقة بذات الموضوع.
ـ اكتشاف أدلة وفرضيات علمية جديدة, بالإضافة على الفرضيات القديمة.
ـ إعادة وترتيب وتنظيم وصياغة الموضوع محل الدراسة والبحث, ترتيبا وصياغة جديدة وحديثة, بصورة تعطي للموضوع قوة وتوضيحا وعصرنة أكثر مما كان عليه من قبل.
ثبت وتوثيق المصادر والهوامش:
تقاس مدى مصداقية وجدية البحث أساسا بمقدار عدد وتنوع المصادر والمراجع التي استند إليها الباحث, واستفاد منها بالفعل كما ونوعا, والأهم حداثة وتطور هذه المصادر.
وما دامت البحوث العلمية هي مجموعة من معلومات مستقاة من مختلف الوثائق والمصادر والمراجع بالدرجة الأولى, وليست مثل المقالات العلمية والأدبية التي تعبر عن الآراء الشخصية لكاتبيها, فإنه لابد من استخدام قواعد الإسناد وتوثيق الوثائق في الهوامش, طبقا لقواعد وأساليب المنهجية الحديثة.
فيجب على الباحث عندما يقتبس معلومات من وثائق مختلفة أن يضع في نهاية الاقتباس رقما في نهاية الصفحة, ثم يعطي في الهامش كافة المعلومات المتعلقة بهذه الوثائق, مثل: اسم المؤلف, عنوان الوثيقة, بلد ومدينة الطبع والنشر, رقم الطبعة, تاريخها, رقم الصفحة التي توجد فيها المعلومات المقتبسة.
ونظرا لأهمية الموضوع وصعوبته سنعالجه ببعض من التفصيل, ونتناوله في ثلاثة نقاط رئيسة:
أولا: الهـامش:
الهامش هو ما يخرج عن النص من إحالات وتعاليق وشروح, ويعتبر الهامش بمتضمناته من أهم أجزاء البحث, بل جوهره خاصة وأنه يكتب فيه ما يلي:
1 ـ ثبت المصادر والمراجع: وفق ترقيمها وتعددها وتنوعها, كما هو متعارف عليه عند الباحثين.
2 ـ إيضاح تفسير كما يرى الباحث: سواء لمعلومة غامضة, أو لكونها غير مألوفة, أو مصطلح علمي, وهنا لا يشترط وضع رقم فوق أو بجانب أي إيضاح أو تفسير, فيكتفى بعلامة (*) في المتن, يقابلها الثبت في الهامش لنفس الإشارة. والهدف دعم ما كتب في المتن حول هذه الجزئية.
3 ـ التراجم: والتي يركز عليها كثير من الباحثين, اعترافا بفضل أو التذكير بسيرة علم أو رائد أو قدوة, أو لإيضاح تطور فكر وكيف تبلور ومن أسهم فيه, وذكر التراجم تدلل على اتساع أفق الباحث وزيادة اطلاعه ودعم توثيق بحثه, وتجسيد أمانته العلمية ورد الفضل لأهله, وإبراز الرواد من الفكر الإنساني.
ثانيا: كيفية الإسناد وتوثيق الهوامش:
1 ـ الإسناد وتوثيق الهوامش في حالة الاقتباس من المؤلفات والكتب العامة:
ـ ينقل الباحث عبارات بالنص من المصادر, وهذه يضعها بين قوسين, ويضع بعد الانتهاء منها رقم مرجع ليوثق المصدر في الهامش, ويتم ترقيم المصادر في متن البحث لتوثق في الهامش أمام نفس الرقم. ويتخذ الترقيم عدة أشكال, الشائع والعام منها هو وضع ترقيم للمصادر لكل صفحة على حدة وباستقلالية, ويلجأ بعض الباحثين لترقيم مصادر كل فصل باستقلالية, بحيث يبدأ الباحث مصادر فصله من رقم (1) ويستمر لنهاية الفصل وفق عدد المصادر, فقد يصل الرقم إلى 35 أو 45 وهكذا, على أن يثبت أو يوثق مصادره أسفل الصفحة للأرقام التي وردت في نفس الصفحة, ويرى بعض الباحثين ذكر التوثيق وثبت المراجع مسلسلة وفق أرقامها في نهاية الفصل, تلافيا للتداخل بين المصادر.
ويرى بعض الباحثين ترقيم مصادر البحث وفق تسلسل مستمر من أول البحث إلى آخره, على أن تثبت المصادر لكل رقم ما يقابله في نفس الصفحة, وإن كان البعض يرى أن الأدق والأفضل ثبت المصادر كلها مسلسلة في نهاية البحث.
والتباين السابق في كيفية الترقيم تصح في كل الأحوال وفق رؤى الباحث وطبيعة البحث ولا يعتبر من الأخطاء المنهجية.
فلابد من ذكر المعلومات المتعلقة بالكتاب أو المؤلف العام, الذي نقلت منه أو اقتبست منه المعلومات:
ـ اسم الكاتب ـ عنوان الكتاب ـ بلد ومدينة الطبع والنشر ـ رقم الطبعة ـ تاريخ الطبعة ـ رقم الصفحة أو الصفحات, مثال ذلك:
يوسف نجم جبران, دراسات في القانون، لبنان, بيروت, دار الثقافة, الطبعة الأولى, 1962, ص 7 وما بعدها.
وفي حالة استخدام ذات المرجع ولنفس المؤلف, فإنه يكتفى بذكر المرجع على النحو التالي:
يوسف نجم جبران, المرجع السابق, ص 20.
2 ـ الإسناد والتوثيق في حالة الاقتباس من مقال منشور في مجلة دورية:
يذكر اسم الكاتب, عنوان المقال بين قوسين, المجلة وتحتها خط, اسم الهيئة التي تصدرها, بلد ومدينة الطبع والنشر, السنة ورقم العدد, تاريخ ورقم الصفحة أو الصفحات. مثال ذلك:
ـ الدكتور عمار عوابدي, (( عملية اتخاذ القرارات الإدارية بين علم الإدارة العامة والقانون الإداري )), المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والإدارية, العدد 2, جوان 1985, ص 454 وما بعدها.
3 ـ الإسناد والتوثيق من أبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه غير المنشورة: وتكون كالتالي:
اسم الباحث، عنوان البحث أو الرسالة ويوضع تحته خط, بيان صورة البحث من حيث هو, هل هو رسالة ماجستير أو دكتوراه, ثم ذكر اسم الجامعة أو الكلية أو المعهد التي تم فيها إعداد ومناقشة البحث, تاريخ المناقشة, رقم الصفحة أو الصفحات.
4 ـ في حالة الاقتباس من الوثائق الرسمية:
ذكر اسم وجنس وفصل ونوعية الوثيقة القانونية الرسمية, من حيث هي, هل هي نص من الميثاق الوطني, أو الدستور, أو القانون, أم هي حكم قضائي أو عقد أو قرار إداري.
ذكر رقم المادة أو الفقرة.
ثم بيان الوثيقة العامة التي احتوت النصوص مثل المجموعة أو الجريدة الرسمية, وفي حالة الجريدة الرسمية, لا بد من ذكر السنة, ورقم العدد, تاريخ الصدور, رقم الصفحة أو الصفحات.
أما في حالة الحكم القضائي, فإنه يجب ذكر المعلومات التالية: لفظ الحكم, اسم ودرجة المحكمة أو الجهة التي أصدرته, تاريخ الصدور, رقم الملف أو القضية التي صدر بشأنها.
5 ـ في حالة الاقتباس من مطبوعات:
اسم الكتاب ـ عنوان المطبوعة ـ الجهة التي صدرت فيها ـ السنة الجامعية أو تاريخ الطبع ـ رقم الصفحة أو الصفحات.
هذه بعض المعلومات والحقائق المتعلقة بقواعد الإسناد وتوثيق المعلومات, كمقوم من مقومات كتابة وصياغة البحث العلمي.
ثالثا: ثبت المصادر والمراجع:
هل هناك نمط موحد وعالمي لثبت المصادر والمراجع؟ هل يجب توثيق أي مصدر أو مرجع استند إليه الباحث؟ كيف يكون التوثيق في حالة تعدد المؤلفين وتعدد المصادر؟ وهل يتم ثبت وتوثيق مصدر أو مرجع بدون مؤلف أو باحث؟ وهل يختلف ثبت المراجع وفق تنوعها من كتب ودوريات ومؤتمرات وانترنت؟
ـ ثبت مصدر لمؤلف واحد في الهامش أمام الرقم الخاص به, والذي ذكر في المتن كتوثيق للمعلومات, ويكون بكتابة اسم المؤلف كما هو مكتوب على غلاف المصدر, ثم يكتب شرطة ( ـ ) وبعدها يكتب عنوان البحث أو الرسالة أو الكتاب كما هو مكتوب في المصدر, ثم فاصلة (,) وبعدها يكتب اسم الناشر ثم فاصلة (,) ثم بلد النشر ثم فاصلة (,)ويكتب بعدها سنة أو تاريخ النشر ثم فاصلة (,) ثم يذكر رقم الصفحة أو الصفحات التي أخذ منها ثم يكتب نقطة. مثل:
(1) عبد الكريم صادق بركات ـ اقتصاديات الدول العربية, دار الجامعات المصرية, الإسكندرية, 1986, ص 15.
ـ عند د عمار عوابدي: ـ اسم الكاتب ـ عنوان الكتاب ـ بلد ومدينة الطبع والنشر ـ رقم الطبعة ـ تاريخ الطبعة ـ رقم الصفحة أو الصفحات, مثال ذلك:
يوسف نجم جبران, دراسات في القانون، لبنان, بيروت, دار الثقافة, الطبعة الأولى, 1962, ص 7 وما بعدها.
ـ وعند د محمد كامل المغربي: الرقم ـ اللقب ـ اسم المؤلف ـ اسم العائلة ـ فاصلة ـ عنوان الكتاب ـ فاصلة ـ رقم الطبعة ـ مكان النشر ـ اسم الناشر ـ تاريخ النشر ـ اختصار لكلمة صفحة ـ رقم الصفحة أو الصفحات, مثاله:
(1) الدكتور كامل المغربي, المدخل لإدارة الأعمال, الطبعة الثانية, الرياض, مطبعة النصر, 1978, ص 25.

أجـــزاء البحث العلمي:

يتركب البحث العلمي من عدة أجزاء وأقسام تتكامل في مجموعها في هيكل بناء البحث العلمي المعد, وأجزاؤه هي:
1 ـ العنوان:
2 ـ المقدمة:
3 ـ جذع البحث:
4 ـ الخاتمة:
5 ـ ملاحق البحث:
6 ـ الفهرس:
1 ـ العنوان:
عنوان البحث العلمي, هو عنوان ودليل الموضوع أو المشكلة أو الفكرة محل الدراسة والبحث, ويشتمل ويدل على كافة عناصر وأجزاء ومقدمات وتفاصيل البحث, بصورة واضحة دقيقة شاملة ودالة.
يخضع اختيار العنوان لعدة ضوابط وأحكام موضوعية وشكلية ومنهجية, لعل أبرزها ما يلي:
ـ الدقة والوضوح: مع سهولة الفهم في إطار محدد, بعيدا عن العموميات والإبهام وقبو التأويل وأكثر من تفسير.
ـ الإيجاز بدون إخلال بعيدا عن الإطالة المملة: فلا يكون مختصرا جدا لا يوضح أبعاد الموضوع, ولا طويلا فضفاضا مملا, يحتمل كل التفسيرات والتفصيلات.
ـ أن يدل على المحتوى: فالاسم لابد أن يدل على المسمى, واختيار موضوع محدد في مسماه, لابد أن يعكس محتواه في إطار من التخصص الدقيق.
ـ الحداثة والتفرد وإثارة الاهتمام: لتميز الباحث عن غيره من الباحثين, ومن ثم يبتعد عن الأنماط التقليدية.
2 ـ المقــدمـة:
وهي الافتتاح العام والمدخل الرئيس والشامل والدال على آفاق موضوع البحث وجوانبه المختلفة, وتتضمن المحاور الأساسية للبحث بصورة مركزة وموجزة ومفيدة ودالة في ذات الوقت, حيث يقدم الباحث ملخصا لأفكاره واتجاه موضوع البحث من الناحية النظرية, ويحدد مشكلة البحث, وأهميتها, والأهداف التي يرمي إلى تحقيقها, كما يشير أيضا إلى مجالات البحث والفروض التي وضعها للاختبار, والمنهج العلمي الذي اتبعه في دراسته, والأدوات التي استخدمها وكيفية اختيارها, والصعوبات التي اعترضت طريق البحث, والخطوات الميدانية التي اتخذت في جمع البيانات أو تحقيقها.
وتتمثل وظيفتها الأساسية في تحضير وإعداد ذهنية القارئ لفهم موضوع البحث وقراءته, فهو يشكل فكرته ورأيه عن البحث بداية من تحليل المقدمة ومدى منهجيتها العلمية, وبالتالي توضح مدى اقتناع القارئ بالاستمرار أو التوقف في قراءة البحث.
ولهذا ينصح كثير من المشرفين بأن تكتب المقدمة بعد الانتهاء من كل أجزاء البحث, بما في ذلك الخاتمة, لأن هذا يتيح كافة الرؤى والآراء أمام الباحث, ليضفي عناية وأهمية على المقدمة.
ويشترط في المقدمة:
ـ الإيجاز ـ الدقـة ـ الوضوح ـ الدلالة على الموضوع.
تتكون المقدمة من العناصر التالية:
1 ـ أهمية ودواعي البحث: إبراز أهمية ودواعي البحث يمثل المدخل الرئيس لأي بحث, سواء لأسباب اختيار البحث ( الذاتية والموضوعية), أو تحديد مسار البحث, أو بلورة مشروع البحث, فلا بد من إبراز ذلك في المقدمة.
2 ـ الإشكالية والفرضيات: فأساس قيام البحث والهدف منه هو حل مشكلة محددة, يذكرها الباحث في المقدمة, ويضع منذ البداية الفرضيات التي اقترحها لحل هذه الإشكالية, بحيث يصل في نهاية بحثه إلى الإجابة عن استفسار أساسي: هل حلت مشكلة البحث؟ وهل تحقق إثبات فرضية البحث والبرهنة عليها؟
ـ خلفية عن الموضوع:
ـ هيكل الموضوع:
ـ المنهج أو المناهج المتبعة:
ـ الدراسات السابقة:
ـ أهداف البحث: يكون بذكر الأهداف التي يسعى إليها الباحث, وكذا أهمية النتائج التي قد يتوصل إليها البحث, وأهمية الأسئلة التي يجيب عنها البحث.
 3 ـ المتن أو الجذع الرئيس للبحث:
وهو الجزء الأكبر والأهم والحيوي في البحث العلمي, لأنه يتضمن كافة الأقسام والأفكار والعناوين والحقائق الأساسية والفرعية التي يتكون منها موضوع البحث العلمي.
كما يشتمل على كافة مقومات صياغة وتحرير البحث من مناهج وطرق البحث، وأسلوب الكتابة والتحرير والصياغة, وقوانين الاقتباس, وقواعد الإسناد وقواعد توثيق الهوامش, والأمانة العلمية, والإبداع والابتكار, وشخصية الباحث.
كما يشتمل على كافة عمليات المناقشة والتحليل والتركيب لجوانب الموضوع.
4 ـ الخــاتمـة:  
خاتمة البحث هي عرض موجز مركز وشامل لكافة المراحل والجهود والأعمال التي قام بها الباحث خلال مراحل عملية إعداد البحث, وهي حوصلة مختصرة للنتائج والحقائق التي توصل إليها من خلال بحثه.
كما تتضمن عرض لكافة العراقيل التي قامت أمام عملية إعداد البحث وكيفيات التغلب عليها.
الخاتمة إجابة مختصرة ومركزة ومفيدة على السؤال الذي يقول: كيف قام الباحث بإعداد بحثه وإنجازه؟ وما هي النتائج التي تم التوصل إليها؟
وذلك عكس المقدمة التي تشكل إجابة مختصرة ومركزة ومفيدة على السؤال الذي يقرر: لماذا وكيف يقوم الباحث بإعداد بحثه حول هذا الموضوع؟.
ويشترط في الخاتمة الجيدة ألا تتضمن جديدا لما تم القيام به والحصول عليه من نتائج علمية نهائية، وآراء واجتهادات في البحث.


5 ـ المــلاحق:
غالبا ما تحتوي البحوث العلمية على ملاحق أو ملحق يتضمن الوثائق الرسمية أو القانونية التي اعتمد عليها الباحث, واستغل مادتها في بحثه, أو تتضمن وثائق تاريخية, أو صور حية أو أدلة وعينات, فإذا تضمن البحث ملحقا فإنه يعتبر جزء من البحث.
6 ـ الفهــارس:
المقصود بفهرسة موضوعات وعناوين البحث العلمي, هو إقامة دليل ومرشد في نهاية البحث يبين أهم العناوين الأساسية والفرعية وفقا لتقسيمات خطة البحث, وأرقام الصفحات التي تحتويها, ليمكن الاسترشاد به بطريقة عملية سهلة ومنظمة.
ويحتوي فهرس العناوين والتقسيمات الأساسية والفرعية للبحث وأرقام صفحاتها, كما يوضح المثال الأتي:
عنوان الموضوع                    الصفحة
المقدمة.........................................
الباب الأول: العنوان............................
الفصل الأول: العنوان..........................
الفرع الأول: العنوان...........................
المبحث الأول: العنوان..........................
المطلب الأول: العنوان..........................
الباب الثاني: العنوان............................
الفصل الأول: العنوان...........................
الفرع الأول: العنوان............................
المبحث الأول: العنوان...........................
المطلب الأول: العنوان............................
وهكذا إلى نهاية الفهرس.

ليست هناك تعليقات:

المسؤولية العقدية

 المسؤولية العقدية، اضغط على الرابط أدناه 👇👇👇 https://drive.google.com/file/d/1bXExDcv3cI0w3A0P5KARpAPy9FvvjLNu/view?usp=sharing